تشهد المملكة العربية السعودية تطورًا هائلًا في السوق العقاري كمحور أساسي للتنمية، فقد بدأ التحول نحو المباني الخضراء والعمارة المستدامة وتزايد الاهتمام بالاستدامة في إدارة العقار نظرًا لتأثيراتها الإيجابية على البيئة والاقتصاد، وتحقيق التوازن بين الاحتياجات الحالية وتلك المستقبلية
وبإعتبار الاستدامة أحد العوامل الدافعة الرئيسية لنجاح ادارة العقارات ، فإن المباني المستدامة تجتذب المستأجرين، وكذلك الأفراد والشركات التي تشعر بالقلق إزاء البيئة التي يعملون فيها والحي الذي يعيشون فيه. وهذا له تأثير فوري وغير مباشر.
في هذا المقال، سنلقي الضوء على أهمية الاستدامة في إدارة العقار في المملكة العربية السعودية، وكيف يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في خلق مجتمعات حضرية مستدامة واقتصاد قائم على التوازن ونبحث في كيفية تحقيق الاستدامة في المباني السعودية وجعلها أكثر خضرة.
معنى الاستدامةفي إدارة العقار تقوم بتنفيذ مبادرات المباني الخضراء والعمارة المستدامة أثناء مرحلة التشغيل والصيانة في دورة حياة المبنى، كما تتعلق بادارة الاملاك والمشاريع العقارية بطريقة تضمن تحقيق التنمية بطريقة تحافظ على التوازن بين تلبية الاحتياجات الحالية وتلك التي ستأتي فيما بعد دون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها.
يتعلق هذا المعنى بتحقيق توازن بين الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية من خلال تحسين الأداء البيئي للمباني والمرافق وتقليل التأثيرات السلبية على البيئة وفي الوقت نفسه تزيد من القيمة الاقتصادية وتحسين الفوائد الاجتماعية، وذلك لضمان الاستمرارية والتأثير الإيجابي على المجتمع.
يتضمن الحد من استهلاك الموارد الطبيعية مثل المياه والطاقة واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة، واعتماد تقنيات إدارة النفايات وتقليل انبعاثات الكربون لتقليل التأثير البيئي.
تحقيق الربح بشكل طويل الأمد من خلال استراتيجيات تتوافق مع مبادئ الاستدامة وتحفز على الاستثمار في البناء المستدام ، وتقليل التكاليف التشغيلية من خلال إدارة الموارد وتحسين كفاءة الطاقة، و دعم وتشجيع المستثمرين على اتخاذ قرارات استثمارية تعكس اهتمامًا بالاستدامة.
تصميم المساكن والأحياء بطريقة توفر بيئة معيشية صحية وآمنة، وتعزيز بيئة مجتمعية متنوعة وشاملة وداعمة للتبادل الثقافي والتواصل، بالإضافة إلى إدماج مشاريع العقارات في المجتمعات بشكل يوفر فرص العمل والتعليم لسكان المنطقة.
الاستدامة في إدارة العقار تمثل جوانبًا حيوية ومهمة للغاية بل هي استثمار ضروري لبناء مجتمعات مستدامة وتحقيق نمو اقتصادي، حيث تعتبر استثمار استراتيجي يلعب دوراً رئيسياً في تحقيق التوازن بين الاحتياجات الحالية وتلك التي ستأتي في المستقبل وهذا باعتبار أن الاستدامة أحد العوامل الدافعة الرئيسية لنجاح أعمال ادارة الاملاك
إليك بعض النقاط التي تبرز أهمية الاستدامة في إدارة العقار:
لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع العقارات يتطلب اتباع استراتيجيات شاملة ومتكاملة للتأكد من تحقيق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، حيث تبني هذه الاستراتيجيات تفاعلًا إيجابيًا في صناعة العقارات، لتحقيق التوازن بين تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية دون التأثير الضار على البيئة والمجتمع، إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق التنمية المستدامة في سوق العقار :
تتضمن هذه الاستراتيجية استخدام تقنيات البناء المستدام والتكنولوجيا البيئية التي تحسن كفاءة استهلاك الموارد وتقلل من الآثار البيئية السلبية للمباني.
استخدام مواد عازلة حراريًا عالية الكفاءة وتصميم أنظمة تهوية فعّالة للتقليل من استهلاك الطاقة.
استخدام أنظمة إضاءة ذكية تعتمد على الحركة واستشعار الضوء لتحقيق توفير في استهلاك الطاقة.
تثبيت أنظمة لاستخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتلبية احتياجات الكهرباء وذلك عند تصميم المباني
تطوير مشاريع عقارية تستند إلى مبادئ التخطيط الحضري المستدام، مع التركيز على الاستفادة القصوى من المساحات وتوفير وسائل النقل العامة.
تركز هذه الاستراتيجية على تطوير وتصميم المجتمعات والأحياء بطريقة تسهم في الاستدامة البيئية والاجتماعية من خلال :
التفاعل الفعّال مع المجتمعات المحلية لضمان تلبية احتياجاتها والمساهمة في تحسين مستوى المعيشة وذلك من خلال :
تعزيز الوعي بأهمية التنمية المستدامة بين العاملين في السوق العقاري والمستهلكين من خلال:
التركيز على الاستخدام الفعّال للموارد المتاحة وتشجيع الشركات على تطوير تقنيات وابتكار حلول جديدة تعزز الاستدامةفيإدارة العقار .
توفير حوافز مالية للمستثمرين الذين يتبنون مشاريع استدامة والاستثمار في المباني الخضراء والعمارة المستدامة
تشجيع على استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير وتحسين عمليات الإدارة لتقليل إنتاج النفايات.
تحسين إدارة النفايات وتطبيق برامج فعّالة لفصل النفايات لتسهيل عمليات إعادة التدوير.
إجراء تقييم دوري لتأثير الأنشطة العقارية على البيئة واتخاذ التدابير اللازمة لتحسينه.
تحليل الآثار الاقتصادية للمشاريع لضمان تحقيق الربحية المستدامة على المدى الطويل.
اقرأ أيضاً استراتيجيات التسويق للمراكز التجارية
تحقيق الاستدامة في إدارة العقارات يواجه عدة تحديات تعكس تعقيدات هذا المجال وضرورة توفير التوازن بين الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية ومواجهة هذه التحديات بشكل فعال لتعزيز التنمية المستدامة، إليك بعض التحديات التي قد تواجه جهود تحقيق الاستدامة في إدارة العقار :
تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا متسارعًا نحو الاستدامة في مختلف القطاعات، ومن بين هذه القطاعات يبرز القطاع العقاري بوصفه جزءًا حيويًا من الاقتصاد
تحظى المباني الخضراء والعمارة المستدامة بأهمية كبيرة، حيث تسعى المملكة إلى تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الأثر البيئي لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 .
سنستعرض كيفية تحقيق الاستدامة في المباني السعودية والتحول نحو البناء المستدام وتحقيق التوازن بين الاقتصاد والبيئة والمجتمع :
في النهاية تحقيق المباني السعودية للمستوى الأعلى من الاستدامة يعتمد على الجهود المشتركة للمطورين والحكومة والمجتمع المحلي، باعتبارها جزءًا من رؤية المملكة 2030، كيفية تحقيق الاستدامة في المباني عند إدارة العقار تتطلب رؤية شاملة وتفكير بشكل استراتيجي لتحقيق التوازن بين متطلبات الاقتصاد والبيئة والمجتمع و لتحقيق النمو الاقتصادي والاهتمام بالحفاظ على البيئة، فذلك يسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمستقبلية، ويساهم في الحفاظ على كوكب أكثر صحة، ومع استمرار أصحاب ومديري العقارات في تبني ممارسات صديقة للبيئة، فإنهم لا يؤمنون استدامة استثماراتهم فحسب، بل يلعبون أيضًا دورًا حيويًا في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.